عندما تبحث عبر محركات البحث عن الدروب شيبينج أو Drop Shipping، ستُلاحظ أن أغلب المصادر تتحدث عن كيفيّة البدء في المجال، والكثير من النصائح عن كيفيّة العمل فيه. ولكن ماذا عن المشاكل التي قد تواجهك في هذا الطريق؟
بالرغم من أننا قدمنا من قبل في مُدْرك دليلاً شاملاً حول كيفيّة البدء في الدروب شيبينج، فلقد شعرنا أنه من الضروري تقديم مقالة نوضّح بها بعض أهم العقبات التي تواجه المبتدئين في المجال.
ولأن الدروب شيبينج هو مثله مثل أي عملٍ تجاري على أرض الواقع، فستتعرف في هذه المقالة على 10 من مشاكل الدروب شيبينج التي يقع بها أغلب المُبتدئين وحتى الكثير من المُحترفين,
لذلك، احرص على مُتابعة المقالة حتى النهاية والقراءة بتمعّن لتتعرف على الحلول المُقترحة لكل مُشكلة وكيف بإمكانك تجنّبها لتضمن نجاح ودوام عملك في المجال.
10 من مشاكل الدروب شيبينج وكيفيّة تجنّبها
1. اختيار المجال (نيش) غير المناسب
أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا في الدروب شيبينج هو اختيار المجال (النيش) الخاطئ لبيع المنتجات، حيث يمكن أن يجعل هذا الخطأ من الصعب تحقيق المبيعات، وبناء قاعدة العملاء، وإنشاء عمل تجاري مربح.
ومن الخاطئ أيضًا اختيار المجال الذي لا تعلم عنه أي شيء حتى وإن كان مجالًا ناجحًا لغيرك، فكلما كان لديك فهم مُسبق بالمجال الذي ستعمل به، كلما ازداد حجم مبيعاتك ونجاح عملك في الدروب شيبينج بنحوٍ عام.
الحل:
أول ما عليك فعله عند تحديد المجال الذي ستعمل فيه، هو أن تُعد دراسة موسّعة للسوق الذي ستعمل به، ومنه ستُحدد أي المجالات أقوى من الأخرى، وأيها يجذب منافسةً أقل من الأخرى.
تذكّر أنه كلما كان لديك فهم مُسبق بالمجال الذي تراه مناسبًا من ناحية المنافسة والمبيعات، كان عملك أسهل وأكثر ربحيّة.
2. الفشل في إنشاء علامة تجارية قوية
يمكن للعلامة التجارية (Brand) القوية أن تساعدك في مجال الدروب شيبينج على التميّز عن المنافسين وإثبات المصداقيّة مع العملاء، وعلى الصعيد الآخر، فإن الفشل في إنشاء علامة تجارية قوية هو خطأ شائع يرتكبه المبتدئون في الدروب شيبينج.
من المؤكد أن إنشاءك لعلامةٍ تجاريّة ذات سُمعة طيّبة قد يستغرق منك بعض الوقت والجُهد، ولكن تذكّر أن الجُهد المُضاعف في البداية سيعود عليك بالمنفعة الكبيرة لاحقًا، كما ستُصبح الأمور أسهل مع الوقت.
الحل:
يُمكنك في المرحلة الأوليّة من التخطيط لعملك وتجهيز الموقع الإلكتروني مثلًا أن تُركز طاقتك لإنشاء علامة تجاريّة فريدة خاصة بك، والبدء بتعزيزها قبل إطلاقك لخدمات الدروب شيبينج بالفعل.
كما نُقدم لك في مُدرك مقالةً شاملة عن العلامة التجاريّة (براند) لتتعرف أكثر على ما تعنيه العلامة التجاريّة وكيف يُمكنك خلق علامة فريدة من نوعها.
3. ضعف تصميم موقعك الإلكتروني
غالبًا ما يكون موقع الويب الخاص بشركة الدروب شيبينج هو أول انطباع لدى العملاء عن العلامة التجارية، حيث يمكن أن يؤدي التصميم السيئ لموقعك الإلكتروني وتجربة المستخدم (UX) إلى ارتفاع معدل الارتداد (Bounce Rate) وخسارة المبيعات.
وننصحك باستغلال هذه النقطة جيدًا لصالحك، حيث أنه من الواضح بأن أغلب المواقع العربيّة المُختصّة بالدروب شيبينج لا تُركز كثيرًا على جانب التصميم وتجربة المُستخدم، ما يعني أن هناك الكثير من العُملاء الذين ينتظرون التعامل مع منصّةٍ جذابة وسلسة.
وكلما كان موقعك سهل الاستخدام، قضى العُملاء المحتملون وقتًا أطول في تصفّحه والتعرف على ما تبيعه من منتجات، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع حجم المبيعات لديك.
الحل:
ننصحك بالتعاقد مع أحد المُختصّين بإنشاء المواقع الإلكترونيّة لتتمكّن من الحصول على موقعٍ يعمل بالكامل دون أي أخطاء، كذلك عليك التركيز على جانب التصميم وتجربة المُستخدم.
وإن كنت ممن يُحبّون عمل كل شيءٍ بأنفسهم، فيُمكنك أيضًا إنشاء موقعٍ للتجارة الإلكترونيّة عبر أحد المنصّات الشهيرة مثل WordPress، Shopify، Wix، وغيرها.
4. التسويق والإعلان غير الفعالين
يُعد التسويق والإعلان الفعالان أمران حاسمان لأي عمل تجاري بنحوٍ عام، ولأعمال الدروب شيبينج بنحوٍ خاص، فهما يُساعدان على توليد حركة المرور (Traffic) والمبيعات.
ومع ذلك، ترتكب العديد من شركات الدروب شيبينج خطأ إنشاء حملات غير فعّالة تفشل في الوصول إلى الجمهور المستهدف أو تحقيق النتائج المرجوة.
وتذكّر دائمًا بأن حملات التسويق والإعلان هما الوقود الذي سيُحرك مشروع الدروب شيبينج بالكامل، وقد تستغرق عمليّة التخطيط للتسويق بعضًا من الوقت والجُهد، ولكن لا تقع في نفس الخطأ مثل باقي المبتدئين، وابذل جهدك للعمل على هذه الناحية.
الحل:
عليك تكريس الكثير من الوقت في مرحلة التخطيط لمشروعك في الدروب شيبينج وبذل جُهدٍ إضافي في تكوين خطة مُتكاملة للحملات الإعلانيّة لمنصّتك، وهذا يشمل التسويق عبر مُحركات البحث مثل Google، ومنصّات التواصل مثل Facebook ، Instagram.
ويُمكنك بالطبع التعاقد مع مُختصّين في مجال التسويق والإعلان لمُساعدتك على وضع الخطة وتطبيقها في المراحل المُتقدمة من عملك لكي تتفرغ أكثر لإدارة منصّة الدروب شيبينج.
وتذكّر أن الحملات الإعلانيّة عبر الإنترنت هي ما سيجلب لك أعدادًا من الزوّار وحركة المرور (Traffic) وتوجيههم لمنصّتك الخاصة والبدء بتحقيق المبيعات.
5. ضعف خدمة العملاء والتواصل معهم
تتأثر سمعة عملك في الدروب شيبينج بنحوٍ كبير وفقًا لجودة خدمة العملاء والتواصل معهم، حيث يمكن أن يؤدي ضعف تقديم هذه الخدمات إلى آراءٍ سلبية، وفقدان العملاء، وانخفاض المبيعات.
لذلك تواصلك المُستمر مع العُملاء وتقديم أفضل خدمات الدعم لهم سيضمن لك بقاء عملائك الحاليين، كذلك سيجذب بكل تأكيد المزيد من العُملاء المُحتملين فور مُلاحظتهم لاهتمامك بما يستفسرون عنه.
ويقع الكثير من المبتدئين حتى المُحترفين في مجال الدروب شيبينج في خطأ إهمال خدمات دعم العملاء، ظنًا منهم بأن كل ما يُهم هو شراء العميل للمنتج وإعجابه به وحسب، ولكن الأمر أعمق من ذلك بكثير إن كنت تسعى للتميّز.
الحل:
من المُهم أن يكون لديك فريق (أو مُختص دعم عملاء واحد على الأقل) لتولّي مهام الرد على أي استفسارات أو شكاوى قد تكون لدى عُملائك.
من المُهم أيضًا أن يكون موقعك الإلكتروني أو متجرك مزوّدًا بقسمٍ مُخصص لدعم العُملاء، ويجب أن يكون دائم الصيانة والمُعالجة لتسهيل العمليّة وعدم تراكم أي مشكلات لدى عملائك.
وتذكّر أنه كلما كان تعاملك مع مشكلات واستفسارات عُملائك سريعًا، عاد ذلك عليك بالرأي الإيجابي من عُملائك، وهو ما سيزيد من ثقتهم بك وسيُعزز مصداقيّتك.
6. عدم وجود دراسة واختبار للمنتج
خطأ شائع آخر يرتكبه العاملون في مجال الدروب شيبينج وهو الفشل في دراسة المنتجات واختبارها بدقّة قبل إضافتها إلى متجرهم.
فعليك أن تضع نفسك دائمًا في محل العميل الذي يزور منصّتك لشراء منتجٍ ما، وعليك أن تُقدم الجودة التي تبحث عنها أنت بصفتك العميل، وبهذا ستتأكد من أن اختبار المنتجات ودراستها مُسبقًا هو أمرٌ حساس لنجاحك بنحوٍ عام.
الحل:
ادرس كل مورّد أو مُنتج ترغب بإضافته إلى منصّتك من خلال تصفّح صفحات المنتجات والمورّدين، بالإضافة إلى التواصل المٌباشر مع المورّدين أو المُصنّعين والاستفسار الشامل عن كل ما يخص المُنتج.
ومن المُهم أيضًا أن تطلب تجربة المُنتج واختباره مرارًا وتكرارًا قبل اعتماده عبر منصّتك، حيث أن ذلك سيوفر عليك الكثير من الجُهد والوقت وسيُجنبك المشكلات في حال كان هناك أي خلل في المنتج.
يُمكنك الاستعانة ببعض الأدوات التي تُساعد على دراسة المنتج، مثل Sell The Trend، Ecomhunt، Nice Scraper، وغيرها الكثير.
7. الاعتماد على مُورّد أو بائع واحد
يمكن أن يؤدي الاعتماد على مورد أو بائع واحد إلى تعريض عملك في الدروب شيبينج لخطر نقص المخزون، ومشكلات الجودة، وتأخيرات الشحن.
حتى وإن كان هناك مورّدون يُقدمون لك تشكيلةً واسعة من المُنتجات، فبتعاملك معهم تزيد من نسبة الخطر التي قد تُلحق الضرر بعملك لأي سببٍ كان.
الحل:
من الحكمة أن يكون لديك أكثر من مورّد مُختلف لكل نوعٍ من المُنتجات، وبالرغم من أنك ستُفضّل التعامل مع بعض المورّدين عن غيرهم، لا يزال من المُهم أن تكون على علاقةٍ جيّدة مع مورّدين مُختلفين.
إن كان باستطاعتك التعاقد مع مورّد واحد بسهولة، فما يمنعك من التعاقد من غيره؟ لذلك ننصحك بتنويع المورّدين والتدوير ما بينهم لكي تُبقيهم جميعًا على أهبة الاستعداد لتلبية أي طلبات مُفاجئة لديك.
8. تجاهل لوجستيات الشحن والتوصيل
تُعد لوجستيات الشحن والتنفيذ مكونات أساسية في أعمال الدروب شيبينج، ولكن غالبًا ما يتجاهلها رواد الأعمال الجدد.
ويمكن أن يؤدي تجاهل هذه الخدمات اللوجستية إلى تأخير الشًحنات، وفقدان الطرود، وبالتالي عدم رضا العملاء.
وعليك أن تضع في عين الإعتبار أنك من يتحمل المسؤوليّة أمام العُملاء فيما يتعلق بلوجستيّات الشحن والتوصيل، ومن مسؤوليّاتك أن تضمن وصول المنتجات سليمةً وحسب الإطار الزمني المُحدد لتجنّب خلق أي مشاكل مع العميل.
الحل:
إن لم تكن ترغب بالتعاقد مع شركات أو مُحترفين مُختصين في مجال الخدمات اللوجستية، فيُمكنك مُتابعة هذه العمليّة والإشراف عليها بنفسك لضمان سير عمليّات الشحن بسلاسة، بالرغم من الحاجة للكثير من الجُهد والتركيز.
وتذكّر أنه بإمكانك تقليل الحاجة للمُتابعة مع شركات الشحن إن كنت تتعامل مع شركات شحن موثوقة وسهلة التعامل، فقد توفّر عليك مثل هذه الشركات كثيرًا من الجُهد والوقت.
9. ضعف إدارة المخزون ومتابعته
يمكن أن يؤدي سوء إدارة المخزون والتحكم فيه إلى زيادة المخزون أو نفاده، مما قد يؤثر على المبيعات والأرباح.
وتذكّر بأنك المسؤول المباشر عن المخزون أو المسؤول عن الأفراد الذين يتولّون هذه المهمة لديك، وعليك الانتباه دائمًا لجرد المخزون والتعامل مع أي حالة نقص أو زيادة على الفور لضمان سير عملك بسلاسة.
الحل:
يكمن الحل الأمثل لهذه المشكلة في تخصيصك لفردٍ أو أفراد يتولّون مهمة جرد المخزون بنحوٍ دوري والتقرير اليومي عن حالة المخزون لتتمكن من اتّخاذ القرارات وفقًا لمخزونك.
ومن الحكمة أن يكون لديك نظام إداري مُحدد لكيفيّة جرد المخزون وتقرير النتائج فورًا حيث أن هذه ستكون مهمة يوميّة، فلا ترغب بحدوث أي أخطاء عرضيّة توقف سير باقي الأعمال.
10. الفشل في تتبع مقاييس العمل وتحليلها
أخيرًا، يرتكب العديد من مختصّي الدروب شيبينج خطأ الفشل في تتبع مقاييس العمل وتحليلها.
وهذه المقاييس تشمل كل ما هو داخل من منصّتك عبر الإنترنت وخارجها، مثل أعداد العُملاء، والمخزون، والطلبات الداخلة والخارجة، وحتى الحملات الإعلانيّة، وغيرها.
فشلك في ضبط هذه المقاييس بنحوٍ مُستمر سوف يُصعّب من مهامك كمدير للمنصّة، وبالتالي ستواجه العديد من المشكلات في إدارة عملك في الدروب شوبينج.
الحل:
يُمكنك الاستعانة بالعديد من البرامج والمنصّات عبر الإنترنت التي ستُساعدك في تتبّع مقاييس عملك المُختلفة وتنظيمها.
ننصحك بالتعامل مع بعض أفضل أدوات تتبّع مقاييس عملك مثل Google Analytics، SEMRush، Matomo.
الملخص
في حين أن الدروب شيبينج يمكن أن يكون نموذج عمل مربحٍ ومريح، إلا أنه يأتي مع عددٍ من التحديات والعقبات، بدءًا من مشكلات الموردين وحتى شكاوى العملاء، ويمكن أن تكون المشكلات التي يواجهها العاملون في الدروب شيبينج ساحقة في بعض الأحيان.
ومع ذلك، يمكن معالجة العديد من هذه المشكلات وحتى منعها تمامًا من خلال تطبيق الحلول التي ناقشناها في هذه المقالة، حيث يُمكنك التغلب على هذه التحديات وبناء مشروع دروب شيبينج ناجح يرضيك أنت وعملائك.
وتذكر، قد لا يكون الدروب شيبينج أمرًا سهلاً، ولكن مع المثابرة والصبر، يمكنك تحويله إلى مشروع مربح.
