هل كل ما تكتبه من محتوى يُقدم الجودة والفائدة للقارئ؟ أم هل لا زلت تُفكّر بكيفيّة البدء بكتابة المحتوى الرائع لجمهورك؟
في حال كنت كاتب محتوى بالفعل، فقد تُلاحظ بعد قراءتك لما تكتبه بأن هناك شيئًا ما ينقص كلماتك للوصول للجودة التي تطمح إليها، ولكن ما السر في ذلك؟
نُقدم لك في هذه المقالة 10 نصائحٍ ذهبيّة لكتابة محتوى مُذهل، وستُلاحظ تحسّن محتواك بنحوٍ كبير بعد البدء بتطبيق هذه النصائح على ما تكتبه، لذا احرص على القراءة حتى النهاية.
10 نصائح ذهبيّة لكتابة محتوى مذهل
بعد سنواتٍ من الخبرة في مجال كتابة المحتوى ومحاولة فهم الأساليب الأفضل لتقديم الفائدة للقارئ، وجدنا بأن هذه النصائح العشرة هي بالفعل ما سيرتقي بجودة محتواك للأفضل لتنجح في العمل كمستقل عن بُعد.
أولًا: ادرس محتواك جيدًا وجهّز الكلمات المفتاحيّة
يعتمد محتواك بنحوٍ أساسي على الكلمات المفتاحيّة التي تُقرر توظيفها في كتابتك، وهي ما سيجذب القُرّاء لمدوّنتك أو موقعك في المقام الأول.
هذه العمليّة بسيطة ولن تستغرق منك الوقت، ولكنّها ستوفّر عليك الكثير من الجهد والوقت عند البدء بكتابة المحتوى، كذلك ستُساعدك في تحسين محركات البحث (SEO).
بعد تحديد الفكرة العامة التي ترغب بالكتابة عنها، يُمكنك البحث عن الكلمات الرئيسيّة (المفتاحيّة) لديك عبر محرك البحث جوجل مثلًا، أو بإمكانك حتى الاعتماد على بعض الأدوات الرائعة مثل Google Keyword Planner للتعرّف على احصائيّات الكلمات المفتاحيّة وترتيبها.
ملاحظة: احذر من الإفراط في إضافة الكلمات المفتاحيّة في محتواك كما يفعل البعض في محاولة لزيادة ترتيب المحتوى في محركات البحث، حيث أن ذلك قد يُلحق الضرر بموقعك أو مدوّنتك.
ثانيًا: ادرس جمهورك جيدًا
قبل أن تكتب حرفًا واحدًا، من الضروري أن تُحدد من هو الجمهور الذي تُحاول مُخاطبته والتأثير عليه بكلماتك، ومن المُفيد أيضًا التعرّف على الجمهور الأساسي والفرعي (الجمهور المستهدف)، وهو ذلك الذي يُمكن لمحتواك التأثير عليه بنحوٍ غير مُباشر أو من خلال الجمهور الأساسي.
على سبيل المثال، نُخاطب الآن كاتبي المحتوى (الجمهور الأساسي)، ولكن بإمكان هذه المقالة أيضًا التأثير على المبتدئين في مجال العمل الحر أو الراغبين في إتقان مهارة جديدة (الجمهور الفرعي).
بمجرد تعرّفك على الجمهور المُستهدف بنحوٍ جيّد، ستُلاحظ سهولةً كبيرة في تدفق الكلمات من ذهنك إلى المدونة، وفي السياق ذاته، فإن فشلك في تحديد الجمهور المُستهدف ودراسته ستُشكّل عقبةً أمامك في تقديم الجودة للقُرّاء.
ثالثًا: اتّبع أسلوب “الهرم المعكوس” في الكتابة
تذكّر بأنك تكتب المحتوى للقراءة عبر الإنترنت وليس على الورق، ومن الواضح أن القُرّاء عبر الإنترنت من السهل أن يُصابوا بالملل فورًا، وسيُحددون إذا ما كان مُحتواك يحمل ما يبحثون عنه من معلومات أم لا خلال ثوانٍ.
أسلوب “الهرم المعكوس” يعني أن تكتب أهم النقاط والرسائل التي يحملها محتواك في الأعلى، ومن ثم تعمّق في التفاصيل أكثر فأكثر بينما تمر لأسفل.
إن وَجد القارئ في البدايّة محتواك يحمل المعلومات التي يبحث عنها، فسوف يواصل القراءة والنزول في الهرم حتى يصل للتفاصيل والمعلومات الأقل أهميّة في نهاية الصفحة.
رابعًا: ركّز على كتابة جمل قصيرة وبسيطة
من الواضح بأنك لا تكتب رواية طويلة أو ورقةً علميّة، فالهدف من محتواك هو إيصال الفكرة لجمهورك المستهدف وحسب، وهذا ما يتعارض معه كتابة الجمل الطويلة المُملّة.
ركّز على كتابة جمل قصيرة (أقل من 24 كلمة) واستخدم الكلمات البسيطة التي بإمكان طفل بعمر 12 سنة أن يفهمها، فلا حاجة لجعل القارئ يٌصاب بالحيرة من بعض المصطلحات المُستخدمة (بالرغم من بلاغتها وجماليّتها).
ملاحظة: كلما وصلت الفكرة الأساسيّة للقارئ بنحوٍ أسرع، سيُحب قراءة محتواك ويواصل حتى آخر كلمة تكتبها، وهذا هو الهدف الأساسي من كتابة المحتوى فعلًا.
خامسًا: ركّز على نبرة الأسلوب المُخاطَب
لربما قمت من قبل بكتابة المحتوى واستخدام جمل مثل “يُمكن طلب هذه المنتجات من موقعنا” وهو أسلوب غائب (مبني للمجهول) خاطئ، وبدلًا من ذلك استخدام “اطلب هذه المنتجات من موقعنا الإلكتروني”.
عند استخدامك لأسلوب المُخاطَب والتحدث مباشرة مع العقل الباطني للقارئ، ستُلاحظ تعلّقه بما تكتبه وسيأخذ الفائدة والمغزى مما تكتبه بكل سهولة.
بدلًا من “يُمكن فعل كذا”، اكتب “يُمكنك فعل كذا”.
سادسًا: وضّح نقاطك ولا تسردها وحسب
من المهم أن لا تعتمد على أسلوب السرد السطحي للنقاط المختلفة في محتواك، فمن الأفضل دائمًا أن تُعزز نقاطك بالتفاصيل والأمثلة الحقيقيّة ليتمكن القارئ من التأثّر بنحوٍ أكبر مما تُحاول إيصاله.
فبدلًا من كتابة “هذه أفضل خدمة يُمكنك شراؤها”، حاول كتابة “خصّصنا هذه الخدمة بكذا وكذا وبعد اختبارها مع أكثر من 20 مشترك، فهذه أفضل خدمة ننصحك بشرائها”.
وللفائدة القصوى، فإن إضافة التفاصيل للنقاط التي تكتبها ستُساعد موقعك أو مدونّتك في ترتيب محرّكات البحث (SEO)، خاصةً بإضافة الكلمات المفتاحيّة.
سابعًا: حاول تنويع المصطلحات التي تستخدمها
سواء لاحظت ذلك أم لا، فجميعنا لدينا مجموعة مصطلحات مُفضّلة ونستخدمها بنحوٍ متكرر دون انتباه، وهذا الأمر قد يؤثر سلبًا على محتواك وما تُحاول إيصاله.
عند تكرار المصطلحات التي تستخدمها، فسيُلاحظ القارئ هذا التكرار وقد يعتقد أحيانًا بأنه يقرأ ذات الفقرة التي صادفها سابقًا في صفحتك، وهذا ما سيقطع سلسلة تركيزه واهتمامه.
من الصعب التوقّف عند كل كلمة تكتبها لتغيير المصطلحات التي تستخدمها، ولكن بإمكانك الانتهاء من كتابة محتواك مثلًا ثم العودة لتحسينه بتغيير وتنويع بعض المصطلحات المتكررة.
ثامنًا: اجعل محتواك قابلًا للتصفح السريع
كما ذكرنا سابقًا، فإن القارئ للمحتوى الإلكتروني يبحث عن الفائدة بسرعة وباختصار، ولهذا عليك تسهيل العمليّة عليه وعدم إخفاء النقاط المهمة بداخل الفقرات النصيّة العاديّة.
- أفضل ما يُمكنك فعله لجعل محتواك قابلًا للتصفح السريع هو استخدام النقاط والأرقام للقوائم التي تحتوي معلوماتٍ مُهمّة، فهذا يعمل كإشارات لشد انتباه القارئ عندما يمرر للأسفل.
- ولا ننسى بالطبع أهميّة العناوين (H1، H2، H3 وما إلى ذلك)، فهي تعمل كفهرس للمحتويات يُسهّل على القارئ الانتقال للفقرات المختلفة في محتواك، كما وأن هذه العناوين مُهمّة جدًا لمبدأ الهرم المعكوس.
- في النهاية، لا تنسَ استخدام المساحة الفارغة (البيضاء) لصالحك، وهذا يعني عدم تكدُّس الفقرات الواحدة تلو الأخرى، بل من الأفضل ترك مساحة فارغة قبل كل فقرة وبعدها.
تاسعًا: أضف الوسائط المختلفة لمحتواك
تُظهر الدراسات بأن العقل البشري يستجيب بنحوٍ أسرع للعناصر المرئيّة مقارنةً بالنصوص، وهذا أمرٌ يجب عليك استغلاله جيدًا لصالحك.
بدلًا من تقديم الإحصائيّات والأرقام والمعلومات المهمة كنصوص مثلًا، يُمكنك تحويلها إلى رسومات أو وسائط أخرى كالصور والفيديو لتسهيل إيصال المعلومة للقارئ.
فإن الوسائط المتعددة تجعل المعلومات تثبت لوقتٍ أطول في ذهن القارئ أيضًا، وهو ما تبحث عنه عند تقديم الحقائق في محتواك أو محاولة الترويج لعلامتك التجاريّة مثلًا.
عاشرًا: اربط المحتوى الآخر في الموقع بمحتواك
تذكّر ضرورة مساعدة القارئ على إيجاد المزيد من المحتوى المُميّز في موقعك أو مدوّنتك من خلال استخدام الروابط الداخليّة (Internal Links) لعناصر أخرى في ذات الموقع.
احذر من محاولة الإكثار من الروابط الداخليّة في نفس المدونة أو المقالة كما يفعل البعض، فالحد الموصى به هو 3 إلى 6 روابط داخليّة للمدوّنة، ويُمكنك الاعتماد على أسلوب كتابتك فيما بعد.
مثال: اذكر بأن هذه المعلومة وردت سابقًا في مقال بعنوان (….) في موقعك، ويُمكن للقارئ الحصول على المزيد من المعلومات هناك.
الملخص
تُعد كتابة المحتوى مهارةً مُكتسبة بالمُمارسة وارتكاب الأخطاء على مر الوقت حتى الوصول لكتابة محتوى عالي الجودة، ولكن ليس من الضروري أن تُنتج محتوى مثالي من أول مرة.
ننصحك (بعد التعرف على النصائح الذهبيّة السابقة وتطبيقها) بالبدء فورًا بالمُمارسة والاستمرار بذلك حتى تصقل مهاراتك وتمرين ذهنك على هذه النصائح التي ستجعل من محتواك “ذهبيًا” بالفعل.
ستتمكن بكتابتك لمحتوى عالي الجودة من تحقيق الربح عبر الإنترنت أو العمل مع مختلف الشركات التي تبحث عن الجودة في محتواها عبر الشاشات، ولكن كل ذلك يعتمد على أسلوبك وإتقانك.
