عزيزي القارئ هل سمعت بالتقنيّة الحديثة التي يتحدث عنها الجميع عبر الإنترنت؟ فلقد أصبح الحديث الشاغل لجميع المستخدمين عبر الإنترنت هو الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا شات جي بي تي “ChatGPT”.
فبعد تجربة هذا النموذج الرائع لمولّد النصوص الذكي، أصبح الجميع يتساءل عن مدى قدرته وما إذا كان سيشغل مكان البشر في المستقبل، ولا يزال هناك الكثير لاكتشافه في هذه التقنيّة المستقبليّة.
سوف تتعرف في هذه المقالة على أهم الأسئلة التي قد تُراودك عند التفكير بتجربة نموذج الذكاء الاصطناعي المُذهل هذا، وسنُقدم لك بعض الأمثلة والأفكار لتتمكن أنت أيضًا من تجربته بنفسك.
ما هو شات جي بي تي ChatGPT؟
إن شات جي بي تي “ChatGPT” هو روبوت مُحادثة كبير طُور من قِبل OpenAI بالاعتماد على GPT-3.5، ويتميز بأنه لديه قدرة رائعة على التفاعل في المحادثات وتقديم الردود التي تبدو بشريّة بالكامل.
فهذا الروبوت الرائع لديه القدرة على التعلّم من البشر الذين يتعاملون معه بنحوٍ يومي ويخزّن التغذية الراجعة (Feedback) لمساعدته على توليد المزيد من الردود الطبيعيّة للبشر.
كذلك يُمكنك توجيه الأوامر لهذا النموذج، وطرح الأسئلة، وطلب الاقتراحات أو المساعدة في العديد من مهامك اليوميّة، ولكن أفضل طريقة لتتعرف على قدراته هي تجربته بنفسك.
ملاحظة: إنك تحتاج لفهمٍ أساسي في اللغة الإنجليزيّة لتتمكّن من التعامل مع هذا النموذج، حيث أن لغته العربيّة لا تزال قيد التطوير.
هل تطبيق ChatGPT مجاني؟
نعم، شات جي بي تي ChatGPT مجاني ويُمكن الوصول إليه من خلال موقع الويب لصالح شركة OpenAI.
ولكن انتبه إلى أن شات جي بي تي ChatGPT قد لا يبقى مجانيًا للأبد، فقد ينتهي به المطاف ليكون مدفوعًا مثل خوارزميّات كتابة الذكاء الاصطناعي الأخرى من OpenAI، ولكن من المُرجح أن تكون الأسعار في المتناول، كما هو الأمر بالنسبة لنماذج GPT-3 أو DALL-E 2.
من قام بإنشاء Chat GPT ؟
أُنشئ ChatGPT من قِبل شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI في ولاية سان فرانسيسكو بالولايات المُتحدة، وهي شركة غير ربحيّة معروفة بإصدارها لنموذج DALL-E الشهير بتوليد الصور من الأوامر النصيّة.
بالإضافة أن شركة مايكروسوفت Microsoft هي شريك ومُستثمر بقيمة مليار دولار أمريكي في هذه الشركة، والشركتان كلتاهما قد طورا منصّة Azure AI.
كيف يعمل شات جي بي تي ChatGPT؟
كما هو الحال في محركات البحث مثل محرك البحث جوجل، فعند كتابتك لسؤالٍ ما سيولد نموذج الذكاء الاصطناعي هذه الإجابات على شكل نقاط وسيحفظ المحادثة للرجوع إليها لاحقًا.
كذلك يتذكّر ChatGPT المحادثات والاستعلامات جميعها التي أدخلتها وسيبني النقاط على بعضها لكي لا تُحس بوجود أي فجوة بين كل إجابة أو مُحادثة.
ويعتمد ChatGPT على برمجته الخاصة من فريق OpenAI، وعلى ما يتعلّمه تلقائيًا من البيانات التي يحصل عليها من المستخدمين المختلفين حول العالم عبر الإنترنت.
كيف يمكن الوصول إلى ChatGPT؟
يُمكنك الوصول عزيزي القارئ إلى ChatGPT من خلال مُتصفح الويب لديك عبر الموقع الرسمي لـ OpenAI، ولا حاجة لتنزيل أو تثبيت أي شيء.
وعليك الحذر من التطبيقات المُزيّفة التي تنتحل شخصيّة ChatGPT، فهناك الكثير من هذه التطبيقات على أنظمة Android، iOS والتي قد تجدها عند البحث عن “ChatGPT” في المتجر.
كيف استخدم شات جي بي تي ChatGPT؟
يُمكنك استخدام ChatGPT وتجربته في أي شيء يتضمّن النصوص، ومن المُهم أن يكون لديك فهم أساسي في اللغة الإنجليزيّة، حيث أنه لا يزال ضعيفًا في استخدام اللغة العربيّة، ومن بعض المهام التي يُمكنك تجربتها:
- كتابة البريد الإلكتروني.
- كتابة طلبات التوظيف (السيرة الذاتية، ورسائل التوصية…إلخ).
- تأليف القصص، والقصائد، والأغاني، والروايات.
- توليد النكت والطرائف.
- توليد عناوين المدونات وأفكارها.
- توليد أفكار للأعمال والمشاريع.
- طلب النصائح حول المهام اليوميّة.
- طلب الآراء.
- حل الواجبات المنزليّة.
- كتابة الكود البرمجي والتطبيقات.
- معالجة الكود البرمجي (Debug).
- المساعدة على فهم الأكواد البرمجيّة.
ولكن عليك توخي الحذر عند استخدام ChatGPT، ويُمكنك استخدامه بعد وضع الثلاث نقاط التالية في عين الاعتبار:
- السرقة الأدبيّة: يولّد الذكاء الاصطناعي محتوى فريدًا ومُتقن الكتابة، ولكن أحيانًا لا يكون أصليًا بالكامل.
ننصحك باستخدام أدوات التحقق من النسخ للتأكد من أن كتابتك أصليّة وفريدة من نوعها.
- احذر من تسريب المعلومات الحساسة: تذكّر بأن أي شيءٍ تكتبه في ChatGPT يُمكن استخدامه لاحقًا كبيانات لتطوير الأداة.
يُمكن (نظريًا) لمطوّري ChatGPT قراءة كل شيءٍ تكتبه في ChatGPT، لهذا لا تُشارك أي معلومات حساسة أو شخصيّة.
- مكتشفي الذكاء الاصطناعي: حتى وإن كان الذكاء الاصطناعي يولّد محتوًى فريدًا، فلا يزال يُمكن اكتشافه، فعلى سبيل المثال، يستخدم موقع writer.com مُكتشف ذكاء اصطناعي يُمكنه تحديد المحتوى المصنوع باستخدام ChatGPT.
مميزات شات جي بي تي Chat gpt
إن شات جي بي تي “ChatGPT” هو نموذج لغة مُذهل، وهو قادر على إنتاج النصوص والأكواد البرمجيّة بنحوٍ غير مسبوق، فيُمكنه إيجاد الإجابات على أسئلة صعبة، وهو قادر على تفسيرها بأسلوبٍ مُقنع.
إليك عزيزي بعض مميزات نموذج ChatGPT:
- يُظهر ChatGPT فهمًا عميقًا للغة المكتوبة وللغات البرمجة، فيُمكنه حل مشاكل البرمجة وكتابة الإثباتات الرياضيّة.
- يُقدم ChatGPT أسلوب محادثةٍ سلسًا وطبيعيًا مع الذكاء الاصطناعي، فيُمكنك التحاور معه في أي موضوعٍ تقريبًا.
- التقنيّة مجانيّة بالكامل (حاليًا)، وكل ما تحتاجه هو تسجيل حساب جديد لتستخدمها.
- يُمكنك استخدامه كمُساعدك الشخصي لتسهيل سير عملك في كتابة المحتوى وحتى تطوير البرمجيّات.
- يُمكنك الاعتماد عليه في الكثير من المهام اليوميّة مثل عمل الجداول، والتخطيط، وتقديم النصائح والأفكار، وغيرها ، فالمجال مفتوح لإبداعك!
وكما تناولنا في حديثنا مميزات شات ChatGPT الآن نستعرض لك عيوب شات ChatGPT
عيوب شات جي بي تي ChatGPT
بالرغم من أن خوارزميّة ChatGPT مُذهلة، إلا أنها لا تزال في مراحلها الأولى، وبالتالي هناك بعض العيوب التي تُصاحب هذا النموذج، ومنها:
- النبرة المُقنعة لـ ChatGPT: فبالرغم من الطريقة التي يُقدم لك ChatGPT فيها الإجابات والحلول التي تبدو مثاليّة، فقد تكون خاطئة، وهذا يعتمد على مستوى معرفتك كمستخدم، فقد يكون من الصعب عليك تحديد ما إذا كانت المعلومات صحيحة أم لا، لذا عليك تحري الدقة في جمع المعلومات من خلاله.
- النمط المُحدد في العبارات المُكررة: قد تُلاحظ بعد استخدامك للنظام لفترةٍ طويلة أنه يُقدم أحيانًا محتوى مُطابق ومُتكرر، وهذا لأنه لا يزال في مراحله الأولى.
- قد يتوقف ChatGPT عن العمل أحيانًا: ستُلاحظ أحيانًا بأن النموذج يتوقف عن العمل أو تقديم الجودة المطلوبة في الإجابات، ولكي تتجاوز هذه المشكلة عليك بتغيير بعض الكلمات في أسئلتك.
- الطلب الكبير على ChatGPT: بفضل التوافر المجاني للنموذج، فهناك طلب كبير جدًا من المٌستخدمين، وهذا قد يؤدي إلى تجمّد الخدمة والاضطرار لانتظار توافرها مجددًا.
- جودة الإجابات من جودة التوجيهات: في حال قدّمت تعليمات أو توجيهات ضعيفة وغير واضحة للنموذج فلن تحصل على الجودة التي تبحث عنها في الإجابات.
- لا يزال ChatGPT حديثًا: وهو ليس كاملًا بعد، فقد يكون مُنحازًا ولا يعلم كيف يطرح أسئلة توضيحيّة للمستخدم، ويُمكنه أيضًا إخراج نتائج زائدة عن حدّها (غير ضروريّة).
هل يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي ChatGPT إجابات صحيحة دائما؟
بالرغم من قدرة خوارزميّة ChatGPT الرائعة على التفاعل مع المستخدمين وتقديم الحلول والإجابات لمسائل مُعقّدة، إلا أن صحّة هذه الإجابات ليست دائمًا مضمونة.
كما ذكرنا سابقًا، فإن جودة الإجابة تعتمد على جودة السؤال وأسلوبه الذي تطرحه به وكيفيّة تقديمه على النموذج، وننصحك دائمًا بالتحقق من صحّة الإجابات التي تحصل عليها من ChatGPT.
تذكّر بأن ChatGPT يستفيد من البيانات المتراكمة التي يحصل عليها من المستخدمين المختلفين وقواعد البيانات حول العالم وعبر الإنترنت، لهذا قد لا تجد جميع الإجابات على أسئلتك هناك.
طرق مفيدة لاستخدام شات جي بي تي ChatGPT
يُمكن لنموذج ChatGPT كتابة أكواد البرمجة، وحل المُعادلات الرياضيّة، وكتابة أي نوع من المحتوى النصّي عامةً، وتذكّر أن بإمكانك سؤاله عن أي شيء تقريبًا.
وابقِ في عين الاعتبار أن طريقة توجيهك للأمر أو السؤال يؤثر بنحوٍ كبير على جودة المُخرج النهائي من ChatGPT.
التالي هو بعض الطرق المفيدة لاستخدام شات جي بي تي ChatGPT:
- حل المشاكل البرمجيّة
يُمكنك أمر ChatGPT بحل مشاكل البرمجة أو طلب المساعدة في فهم الأكواد الخاطئة (التحقق من الكود).
على سبيل المثال، طلبنا كتابة برنامج آلة حاسبة بسيط بلغة Python، فكتبنا الأمر التالي:
“Write a Python program for a calculator app”
هذه المهمة بسيطة بالطبع، ولكن يُمكنك فهم ما يستطيع هذا النموذج فعله بأكواد البرمجة، فلك الحريّة بتجربته وتزويده بالأوامر التي تُريد.
- كتابة المقالات والمدونات
لأن هذا النموذج مختص بتوليد النصوص ذات الطابع البشري، فيُمكنك استغلاله على أفضل نحو لمساعدتك على كتابة المقالات.
فيُمكن استخدام هذا النموذج لكتابة مقالات كاملة من المُقدمة وحتى الخاتمة، وفي حال لم يُعجبك أي جزء من المقالة، فيُمكنك طلب التغييرات المُخصصة على أي جزء كيفما تشاء.
من المهم تذكّر أن اللغة الأساسيّة للنموذج هي الإنجليزيّة، وعليك التعامل معه بهذه اللغة، حيث أن اللغة العربيّة لا تزال قيد التطوير وبها العديد من المشاكل.
فإليك مثال على أمر كتابة مقالة قصيرة حول الاحتباس الحراري:
- البحث عن المعلومات
يُمكنك استخدام ChatGPT كبديل لمحركات البحث إن كنت تبحث عن معلومات في مجالات مختلفة، ولكن انتبه إلى أن الخوارزميّة تشمل بيانات عن الأحداث ما قبل عام 2021، فلا تطلب معلومات عن أحداث بعد 2021.
فيُمكنك مثلًا الحصول على معلومات علميّة وتفسيرات، مثل:
“لماذا تمت تسمية أفريقيا بهذا الاسم؟”
نُلاحظ ضعف اللغة العربيّة في النموذج، وهذا طبيعي ومفهوم. أما عند توجيه سؤال باللغة الإنجليزيّة، كالسؤال عن المسافة بين كوكب الأرض وزحل:
- المساعدة في أي شيء يتضمن النصوص
تذكّر بأن نموذج ChatGPT مُخصص لتوليد النصوص، فيُمكنك الاعتماد عليه لمساعدتك في أي شيء يحتوي نصًا، كالمقالات، والشعر، والأوراق الأكاديميّة، والأكواد البرمجيّة، وغيرها.
سنطلب من النموذج تحديد العناوين الفرعيّة في مقالة حول الحرب العالميّة الأولى، ليُساعدنا فقط في رؤوس الأقلام ولنُكمل بأنفسنا كتابة المقالة.
وعندما نرغب بالحصول على النتيجة بالعربيّة، يُمكننا إدخال أمر الترجمة إلى العربيّة أو “Translate into Arabic”:
هل يمكن للظواهر القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تحل مكان البشر؟
إن شات جي بي تي ChatGPT يُسهل العمل كثيرًا، فبإمكانه مساعدتك على فهم أكواد البرمجة، وكتابة البريد الإلكتروني والمقالات، أو حتى المدوّنات الإخباريّة.
وعند النظر إلى ما يُقدمه ChatGPT اليوم، نرى أنه سيُساعد في سير العمل في الشركات والأعمال، وسيجعل بعض المهام أكثر سهولة وإنتاجيّة.
ولكن هل بإمكانه أن يحل محل البشر؟ في الحقيقة، لا يزال ChatGPT يحتاج للمزيد لكي يحل محل البشر في بعض الوظائف، فلا يزال هناك الكثير من نقاط الضعف في الخوارزميّة.
فهذا بالنسبة لـ ChatGPT، أما بالنسبة للظواهر القائمة على الذكاء الاصطناعي عامةً، فتخيّل أنه في عام 2020 لم يكن هناك أي أدوات كتابة أو توليد صور قائمة على الذكاء الاصطناعي، بينما فجأةً في 2022 أصبح هناك الآلاف من هذه الأدوات.
تخيّل ما سيكون عليه العالم في الأعوام الثلاثة القادمة!
فمن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيستبدل مُعظم الأعمال التقليديّة ويُغيرها، ولكن هذا لا يعني أن هذه الوظائف ستختفي، بل سيتغيّر هيكلها وطبيعتها.
الملخص
في الختام بعد أن اصطحبناك عزيزي في رحلة معرفة جديدة حول شات جي بي تي ChatGPT وعرفنا أنه يُعد نموذجًا لغويًا قويًا ومتعدد الاستخدامات وله العديد من الاستخدامات المحتملة في معالجة اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي.
وأن الأمثلة المذكورة أعلاه ليست سوى القليل من الطرق التي يمكن استخدامها لتحسين وتنفيذ مجموعة واسعة من المهام.
فمع استمرار تحسن التكنولوجيا وإتاحة المزيد من البيانات للتدريب، ستستمر قدرات ChatGPT ونماذج اللغة الأخرى على التوسّع.
وبالرغم من أنه لا يزال من الصعب أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في تأدية وظائفهم، إلا أنه بالإمكان الاعتماد على هذه التقنيّة الرائعة لتسهيل سير الأعمال وجعلها أكثر سرعة.
